الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

تجدّدت النقاشات بشأن أخلاقيات الصحافة المدمجة بالجيش أو المرافقة له (Embedded Journalism)، بعد انضمام مجموعة من الصحفيين والإعلاميين من مؤسسات إعلام عالمية إلى الجيش الإسرائيلي خلال غزوه البري لقطاع غزة؛ فهل من الأخلاقي الانحياز إلى أحد طرفي الصراع المسلح لأغراض التغطية الصحفية؟ أم إنّ هذا الأمر مسوّغ فقط حينما يتعذر الوصول إلى المعلومات إلا بهذه الوسائل حصرا؟

يشير مصطلح الصحافة المرافقة للجيش إلى الممارسات التي يلتحق فيها المراسلون بوحدات عسكرية في خضم الصراعات المسلحة، وذاع صيت هذا النوع من الصحافة خلال غزو العراق عام 2003؛ إذ انبثق هذا النهج من رحم الخيبة التي أصابت وسائل الإعلام لمحدودية الوصول إلى المعلومات خلال الصراعات السابقة؛ مثل حرب الخليج عام 1991، والغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001.

وقد دعا الجيش الإسرائيلي هيئة بي بي سي وشبكة سي أن أن الإخبارية لمرافقته في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، وعرض "النفق الذي اكتشفه حديثا" تحت مستشفى الشفاء. كذلك بلغت شبكة سي أن أن مستشفى الرنتيسي وعرضت بعض "الأسلحة والمتفجرات". واصطحب الجيش أيضا صحفيين محليين، منهم صحفية من هآرتس، رفقة قواته المتمركزة في منطقة "الممر الآمن"، على أن ينقلوا "الأوضاع الإنسانية في غزة".

توضح الأمثلة السابقة بجلاء أن الصحافة المرافقة للجيش ليست الطريقة المثلى لتقديم تغطية صحيفة متوازنة؛ فلو رجعنا إلى تصريحات تلك الوسائل الإعلامية نفسها، لوجدنا أنّ الجيش اصطحبهم (دمّجهم فيه) لغاية عملياتية مقصودة؛ وهي نقل الادعاء بوجود أنفاق عسكرية تحت المستشفيات، ثم ليقدموا تقريرا محددا عن ذلك؛ فالجيش لم يدع أولئك الصحفيين حتى يبحثوا في المسألة ويأتوا بتقييمهم للوضع، وإنما دعاهم ليعرضوا ما أراد الجيش الإسرائيلي "إظهاره".

لا ريب أن دعوة الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام تقتضي أنها مختارة بعناية لمرافقته؛ إذ اتهمت بالانحياز إلى الجانب الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب المتواصلة على القطاع، وهذا يُفسر دعوة وسائل إعلامية معينة دون سواها. كذلك وجّه الجيش الإسرائيلي دعواته إلى صحف دولية لمرافقته إلى غزة، لكن بعضها امتنع عن ذلك.

تُعرَف تشيلسي مانينغ بأنّها محللة سابقة في مجال الاستخبارات العسكرية، وقد كتبت عن مخاوفها بخصوص الصحافة المرافقة للجيش في صحيفة نيويورك تايمز. رمت مانينغ سهام انتقاداتها صوب العملية المعيبة للموافقة على الصحفيين واصطحابهم مع الجيش، وترى ذلك عقبةً تحول دون النقل الدقيق للتقارير الإخبارية. كما تبرز مانينغ في مقالها نزوع الجيش عادة إلى اختيار مراسلين يرتقب منهم تغطية صحفية منحازة إليه.

وقد رتب الجيش الإسرائيلي عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول جولات يومية للصحفيين، وخصصها لزيارة المواقع التي هوجمت ضمن المناطق المحاذية لقطاع غزة؛ ففي ذلك الحين أخبر جندي إسرائيلي الصحفيين بأنّه رأى 40 رضيعا مقطوعي الرأس، فانتشر الخبر سريعا واعتمدته وسائل إعلامية كثيرة باعتبار أنه نُقِل عن مصدر موثوق، ثم سرعان ما اتضح لاحقا أنه عارٍ عن الصحة، واضطر البيت الأبيض حينذاك إلى سحب بيانه الصحفي بعدما اكتشف ألّا دليل على حصول ذلك. 

ولمّا أعد صحفيو شبكة بي بي سي تقريرهم عن مستشفى الشفاء، ذكروا أنهم عجزوا عن التحدث إلى الأطباء أو المرضى أثناء مرافقتهم الجيش الإسرائيلي ميدانيا إلى الموقع. وعلى المنوال ذاته زعمت صحيفة هآرتس أنها بعثت مراسلتها إلى غزة لنقل الوضع الإنساني، بيد أن تغطيتها خلت من أي مقابلة مع المدنيين المتضررين من الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع المحاصر والمغلق تماما منذ نشوب الحرب.

بزغ نجم الصحافة المرافقة للجيش خلال حرب فيتنام حينما رافق بعض الصحفيين الجيش الأمريكي في معاركه، ومنح هذا النوع من الصحافة حرية أكبر في التغطية آنذاك، فانخفض جراء ذلك الدعم العام للجيش الأمريكي. لكن الحال اختلفت تماما أثناء غزو العراق عام 2003؛ فصحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت مئات الصحفيين رفقة الجيش الأمريكي، غير أنّها فرضت عليهم قيودا بخصوص الأخبار التي يسعهم نقلها، والأشخاص الذين يسعهم مقابلتهم.

يمضي الصحفيون المرافقون للجيش على تعهدات تحدد الموضوعات التي سيغطونها والمعلومات التي سيتلقونها، وهو ما يضيق نطاق تقاريرهم جدا. ويحاجّ بعض الخبراء بالقول إنّ الصحفيين المرافقين للجيش ربما يصبحون مروجين لسردية أحد جانبي الصراع؛ لأجل ذلك ينبغي الإعراض عن هذا النوع من الصحافة. ومع ذلك، يرى آخرون أنّ الصحافة المدمجة بالجيش تكون أحيانا الوسيلة الوحيدة لبلوغ مناطق الصراع المسلح؛ لذلك يمكن التعويل عليها شريطة اتخاذ التدابير الكفيلة بتجنب التحيّز. وتكون درجة التغطية المحايدة مرهونة إلى حد كبير بشروط العقد الموقع مع الجيش، ومستوى الحرية المتاح للصحفيين.

 

تحديات التغطية الصحفية المرافقة للجيش

يترتب على الصحافة المرافقة للجيش هاجس آخر؛ فالصحفيون يعولون على الجيش الذي يرافقونه في تلبية حاجاتهم الأساسية من مأكل وإقامة وأمن، وهذا الأمر يوجِد ولا ريب علاقة شخصية متبادلة بين الصحفيين والجنود، ويُفضي إلى اختلال التغطية الصحفية بإدراك الصحفي أو دون إدراكه. وحري بالمرء أنْ يتساءل في هذا المقام عن طبيعة الخدمات التي يوفرها الجيش للصحفيين؛ فهل سيمنحها لهم مجانا؟ أم سيقدمها لأنّ لديهم سابق اتفاق بشأن المصالح المتبادلة بينهم؟

دعا الجيش الإسرائيلي في غزة صحفيين من شبكات إخبارية كبرى، مثل بي بي سي و سي أن أن وسي بي إس، فرافقوه إلى داخل القطاع، واستغل الجيش الإسرائيلي ذلك لتأكيد سرديته عن مستشفيَيْ الشفاء والرنتيسي؛ إذ زعم الجيش وجود أنفاق مخصصة لاستخدامات حماس العسكرية ضمن هذين المستشفيين. ولم تعارض التقارير الصحفية لتلك الوسائل الإعلامية ادعاءات الجيش الإسرائيلي، بل عرضت ما وُصف "بمستودعات أسلحة تابعة لحماس".

كذلك نشر الجيش الإسرائيلي فيديو عن مستشفى الشفاء ظهر فيه المتحدث الرسمي دانييل هاغاري وهو يستعرض غرفة تحت المستشفى، ويصفها بأنّها نفق تستخدمه حماس. وعرض هاغاري كذلك ورقة مدونة فيها أيام الأسبوع، وفيها "قائمة بجدول الأعمال الموزعة على إرهابيي حماس". تطرح هذه الحالة تساؤلات أخلاقية عن دور الصحفيين المرافقين للجيش، ولا سيما حين يسعى ذلك الجيش إلى البرهان على صدق ادعاءات محددة يُحتمَل أن تكون غير دقيقة.

يعيدنا هذا الكلام إلى التساؤل عن مدى الصواب الأخلاقي لمرافقة الجيش والاندماج معه، وعلى وجه الخصوص إذا أدرك الصحفيون سلفا أنه بحاجة إلى إثبات شيء معين ليس دقيقا بالضرورة.

ثمة معضلة جوهرية متعلقة بالصحافة المدمجة بالجيش؛ فصحيح أنها تعرض لنا الصراع بمنظور عسكري، لكنها تقتصر على جانب واحد دون الآخر، وتعوزها الفرص لمقابلة المدنيين والتفاعل معهم وتضمينهم في التغطية الإعلامية. ولا شك أن التغطية الصحفية المتوازنة تفرض على الصحفيين ألا يتجاهلوا معاناة المدنيين، التي تحصل أساسا جراء العمليات العسكرية بين أطراف الصراع.

يخاطر الصحفيون القابعون في جبهات القتال الأمامية بحياتهم حينما يحاولون نقل القصص للجمهور، وربما يحدو هذا الخطر بالصحفيين إلى تفضيل الأمان النسبي ومرافقة القوات العسكرية. ويطغى اعتقاد سائد بأن الصحافة المرافقة للجيش تكفل سلامة الصحفيين، لكن لا يوجد حقا أي ضمان لسلامتهم؛ فالصحفيون يواجهون المخاطر ذاتها التي تلاقيها القوات العسكرية، فهم ينخرطون في حال الصراع عينها.

وصفت شبكة بي بي سي في تقريرها الصحفي الرحلة إلى غزة بالمجازفة، وأشارت إلى أن المراسلين "تبعوا القوات المدججة بالأسلحة الثقيلة التي أرسلوا لمرافقتها". ولهذه المجازفة المحفوفة بالمخاطر حوادث سابقة تؤكدها؛ ففي عام 2006 نجا صحفي قناة أي بي سي بوب وودروف، والمصور دوج فوجت، وجندي عراقي من الموت بأعجوبة؛ إذ كانوا رفقة الجيش الأمريكي حين تعرضت قافلتهم العسكرية لكمين مسلح قرب منطقة التاجي في العراق.

قالت صحيفة هآرتس إنّ مراسلتها هاجر شيزاف ذهبت إلى غزة لتغطية "الوضع الإنساني"، والتقطت صورا لفلسطينيين يحملون الأعلام أثناء إجلائهم من شمال قطاع غزة إلى الجنوب عبر "الممر الآمن" بحسب وصف الجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، تعذر على شيزاف أن تتفاعل مع أولئك الأفراد، فاقتصر تقريرها على المنظور الإسرائيلي، وأسفر عن سردية أحادية الجانب.

توفر الصحافة المرافقة للجيش أداة فريدة للوصول إلى المعلومات، لكنها تظل عرضة للتحيز والتلاعب الحاضرين دائما، وهي كذلك تُبرز الحاجة إلى مراجعة نقدية للمشكلات الأخلاقية التي تمس هذا النوع من التغطية الصحفية، وتوضح الحاجة الماسة إلى قدر أكبر من الشفافية والاستقلال في التغطية. 

المزيد من المقالات

إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024