لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

 

"هل تدين الهجوم الإرهابي لحماس؟" بلهجة حادة على منوال الاستجواب البوليسي، تناسخ هذا السؤال الحامل لموقف متعسف، باتفاق غير معلن بين الشاشات. يستهل به المقدمون برامجهم الحوارية في القنوات الإعلامية الفرنسية، ليحدد اتجاه المنتوج الإعلامي وخطه التحريري المنحاز بشراسة غير مسبوقة.

في معظم النماذج، يلبس السؤال وجها عبوسا، ورنة حاسمة بلغة جسد متشنجة ونظرات ضاغطة واستباقية تجاه الضيوف المشتبه في أنهم خارج سرب التهليل لأطروحة "إسرائيل الضحية تدافع عن نفسها". معظم الأجوبة تساير بالفعل أجواء الشحن والتحريض لأن السيناريو محبوك. مع ذلك، لا يتسع صدر الأستوديو إلا لـ "نعم" قاطعة وناجزة، وحبذا لو صاحبتها عبارات الوصم بالبربرية والوحشية في حق من نفذ هجوم 7 أكتوبر... أما "نعم أدين" التي يتبعها سعي –ولو كان محتشما- لوضع الحدث في سياق جيوسياسي أو تاريخي ما فتحكم على صاحبها بغضب عارم، فيُقاطَع ويُحشَر في زاوية تبرير "الفعل الإرهابي"، وقد ينتهي به الأمر ليُصنّف ضمن دعاة "معاداة السامية". التاريخ يبدأ يوم هجوم كتائب القسام، والضحية واحدة: إسرائيل. ثمة سيناريو مكتوب للموقف المطلوب مما يجري، ومخرج الفيلم لا يقبل التصرف إلا إن كان من باب المزايدة في دعم إسرائيل وتجريم المقاومة الفلسطينية. 

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في فرنسا انفجارا غير معتاد على خلفية وصلة فكاهية أنجزها الكوميدي الفرنسي الشاب من أصل مغاربي مليك بنطلحة وفريقه. يتعلق الأمر بباروديا (نوع من التقمص أو التقليد) سخرت من أجواء الأستوديو الحواري الذي يقدمه باسكال برو على قناة CNEWS، وعكست بإتقان لغوي وحركي القالب الموجه وأحادي الجانب في إدارة الحوارات، سواء في خدمة أطروحات اليمين المتشدد من حيث مواضيع الإسلام والهجرة، أو حديثا تجاه عدوان غزة. ملايين من المشاهدات وآلاف التعليقات تفاعلت مع الوصلة الساخرة التي زكَّت وعيا عاما بهذه الصناعة الإعلامية المخدومة التي تهين أخلاقيات العمل الإعلامي وتضرب تعدديته.

انتفض دوفيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي السابق، بقوة على "التحكم" المالي غير المسبوق في دواليب الإعلام والثقافة الفرنسيين، فكان من نصيبه إدانة جاهزة بمعاداة السامية التي تقرن اليهود بالسيطرة المالية.

دومينيك دو فيلبان نفسه، وزير الخارجية ورئيس الحكومة السابق والأديب المعروف بفكره الإنساني، واجه بثبات سلطوية المقدم باسكال برو الذي فضحه تسريب مصور من كواليس إحدى الحلقات وهو يوبخ ضيفا لأنه يساند الفلسطينيين "أكثر من اللازم". حتى إن ضيفا آخر تدخل لتهدئة غضب المقدم المتغطرس كما لو أنه ينفي عن الرجل تهمة جنائية: "لا إنه يتفهمهم فقط". انتفض دوفيلبان بقوة على "التحكم" المالي غير المسبوق في دواليب الإعلام والثقافة الفرنسيين، فكان من نصيبه إدانة جاهزة بمعاداة السامية التي تقرن اليهود بالسيطرة المالية. والمصير نفسه طال الزعيم اليساري لحركة "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشان الذي تعرض لحملة شيطنة طاحنة فقط لأنه طالب بوقف المجازر وحاول التنبيه إلى وجود سردية أخرى غير ما يُدوَّن في المطبخ الداخلي للسياسة الإعلامية الموجهة.

في هذا "الكورال" الإعلامي الذي يعزف لحنا واحدا بالكاد بدأ يتسع لأصوات مغايرة قليلة بعد أسابيع من قصف المدنيين والتدمير الممنهج، ينبثق ضوء خافت لكنه صامد من "ميديابارت"؛ الموقع الاستقصائي الذي يديره الصحفي إيدوي بلينيل، والذي رأى أن "التفرُّج" على مجزرة غزة "جريمة" وأن ازدواجية المعايير بين مساندة الأوكرانيين والوقوف ضد الفلسطينيين سلوك يدين فرنسا والغرب، وأن عدم مطالبة فرنسا بوقف إطلاق النار "عار". لكنه أبعد من ذلك، انضم إلى دوفيلبان في التنديد بقانون الصمت (الأوميرتا) المفروض على المشهد الإعلامي، وتكريس حالة استثناء يتسيَّدُها الصوت الواحد وتنتفي فيها قيم التعددية والجدل المفتوح، التي تعدّ مؤشرا حاسما على صحة الديموقراطية ومصداقيتها.

 كانت السقطة الإعلامية الفرنسية فادحة وفتحت أعين المراقبين على ذلك الاحتمال المذهل والمتربص لانجراف الحالة الديموقراطية نحو خطاب منمَّط أحادي يفرضه تحالف غير معلن بين الرأسمال والأيديولوجيا اليمينية.

إن السقطة الإعلامية الفرنسية في اختبار تغطية حدث بحجم حرب غزة بأبعاده الاستقطابية وتعدد زوايا مقاربته ليست إلا شاشة كبرى تضخم فيها مفعول الخلل البنيوي في المشهد الإعلامي الفرنسي والغربي بشكل عام، وبخاصة ما يهم النموذج الاقتصادي للمؤسسات الإعلامية ودينامية التركيز الرأسمالي التي ابتلعت مساحات الإنتاج الإعلامي الحر المعبر عن حقائق المجتمع وتوازنات النسيج الاجتماعي والسياسي والثقافي.

يلحظ الخبير في الاتصال ورئيس التحرير السابق لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" إغناسيو راموني أن الصحافة الفرنسية باتت بيد مجموعة محدودة من الأباطرة الأوليغارشيين: لاغاردير، بينو، أرنو، داسو... لتصبح وسائل الاعلام أقل تعبيرا عن التعددية وأكثر نزوعا نحو حماية مصالح المجموعات المالية والصناعية الكبرى التي تنتمي إليها ومن ثم الخيارات السياسية اللصيقة بها. ويتحدث راموني كذلك عن أزمة السلطة الرابعة التي تبتعد عن مهمتها التاريخية المتمثلة في خلق رأي عام ذي روح نقدية يشارك بنشاط في النقاش الديموقراطي. على العكس، يصب التوجه الحالي نحو تدجين المجتمع لتفادي المس بالنموذج المهيمن.

إن ظاهرة التركيز الإعلامي باتت خطيرة بالنسبة للممارسة المهنية؛ إذ أنجزت "مراسلون بلا حدود" قبل سنوات دراسة أعدتها خبيرة اقتصاد الإعلام جوليا كاجي تكشف مخاطر تركيز وسائل الإعلام في فرنسا بيد بعض رجال الأعمال (مليارديرات).

وسجلت الدراسة أن التركيز المتنامي لقطاع الإعلام بفرنسا يخفي كثيرا من الغموض ونقص الشفافية بشأن عمليات حيازة الأسهم في المؤسسات. وخلصت الى أن 51 في المئة من المؤسسات الإعلامية بفرنسا في يد مساهمين ينحدرون من قطاع المال والتأمينات، ممن وضعوا بنيات مراقبة معقدة تجعل من الصعب تحديد المساهم النهائي.

وتتعاظم آفة التركيز حين تتضافر سيطرة المال مع الانتماء إلى معسكر يميني محافظ يتبنى الأطروحة الإسرائيلية بقدر ما يعادي المسلمين والمهاجرين، باسم الدفاع عن الجمهورية.

 51 في المئة من المؤسسات الإعلامية بفرنسا في يد مساهمين ينحدرون من قطاع المال والتأمينات، ممن وضعوا بنيات مراقبة معقدة تجعل من الصعب تحديد المساهم النهائي.

وتسارعت دينامية التركيز في فرنسا منذ بداية العقد الثاني من الألفية، حتى إن عشرة ميليارديرات أصبحوا يملكون معظم المؤسسات الصحفية في البلاد، منهم ثلاثة من عمالقة الصناعات الحربية: داسو (لوفيغارو) ولاغاردير (RFM، Europe1، باري ماتش) وبويغ (TF1، LCI)، والملياردير فانسان بولوري رجل المصالح الاقتصادية الفرنسية في الخارج الذي سيطر على كنال بلوس وCnews وغيرهما، حتى باتت استثناءات قليلة تصنع الاستقلالية في المشهد الفرنسي، منها مؤسسة ميديابارت. وهو واقع حمل كثيرا من المثقفين الفرنسيين على التحذير من تأثير التركيز وامتداداته من خلال الرقابة والرقابة الذاتية ومخاطر تعميق الانحدار نحو حالة انكماش ديموقراطي.

لقد كانت السقطة الإعلامية الفرنسية فادحة وفتحت أعين المراقبين على ذلك الاحتمال المذهل والمتربص لانجراف الحالة الديموقراطية نحو خطاب منمَّط أحادي يفرضه تحالف غير معلن بين الرأسمال والأيديولوجيا اليمينية. ورغم كل الأسئلة والالتباسات المحيطة بمفعولها، تظل وسائط التواصل الاجتماعي في سياق من هذا القبيل موئلا حيويا من أجل إحداث ثغرات في جدار الصمت ومساحات -ولو في الهامش- تنبت فيها سرديات بديلة.

 

المزيد من المقالات

الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023