الصحفية هانا جونز (أ ب).

قضية الصحفية هانا جونز.. الشجرة التي تخفي غابة العنصرية بأمريكا

وراء قضية العنصرية، الداء الأمريكي الذي تصفه الفيلسوفة حنا أرندت بـ"التناقض الأساسي بين الحرية السياسية المقرونة بالعبودية الاجتماعية"، تثير قضية الصحفية هانا جونز جوانب جوهرية تهم العلاقة بين تدريس الصحافة وتدريس التاريخ والتربية عليه، وتأثير الصحافة على النقاشات المجتمعية والسياسية وعلى رهانات الانتخابات، مع قرب تجديد البرلمان الأمريكي في (2022).

لم تفرح الصحفية الأمريكية المعروفة نيكول هانا جونز لمدة طويلة باختيارها للجلوس على أحد أرقى كراسي تدريس الصحافة في الجامعات الأمريكية لتدريس مادة "الصحافة العرقية والاستقصائية"، وهو تخصص له رمزية قوية في مجتمع أمريكي مركب ويضم مزيجا من الأعراق. كانت فرحة قصيرة لم تكتمل؛ ففي شهر مايو/أيار الماضي رُشّحت هانا جونز ذات الأصول الأفريقيّة لتدريس هذه المادة في جامعة "نورث كارولاينا" بدعم وتمويل من مؤسسة "نايت". لقد شكل ذلك تتويجا لمسارها الشاب، وهي في الـ 45 من العمر. 

وتقتضي تقاليد التكوين الصحفي الجامعي في أمريكا وجود روابط وثيقة بين التميز الميداني للصحفيين من جهة، ومساهمتهم في تدريس الصحافة بالجامعات من جهة أخرى (1). بل إن الكثير من جامعات الصحافة تأسست تاريخيا في هذا البلد بمبادرة من بعض الصحفيين، وهو ما ينطبق بالذات على مؤسسة "نايت" التي رأت النور في أربعينيات القرن الماضي، بهدف تطوير التعليم والتكوين الصحفي بالأساس. وقد أطلقتها عائلة الصحفي المعروف تشارلز لاندون نايت محتضنة فرسان الصحافة الأمريكية الذين يدرسون تخصصات من مثل "الصحافة الرياضية والمجتمع"، أو "الصحافة والبيئة"، أو "حرية الصحافة"، وغير ذلك من التخصصات. وتمنح المؤسسة لهذا الغرض تمويلات لحوالي 23 جامعة تفتح فيها كراسي التدريس تحت إشراف عدد محدود (حوالي 26 كرسيا) من الصحفيين اللامعين الذين اشتهروا بطرقهم الفريدة والمبتكرة في المهنة (2). 

وقع الاختيار إذن على هانا جونز؛ نظرا لتميزها، ولإطلاقها مع مجلة "نيويورك تايمز" مبادرة صحفية تسمى "مشروع 1619"، والذي يهدف إلى إعادة تأطير تاريخ العنصرية عبر البحث في أثر السود ومساهماتهم في سردية التاريخ الأمريكي. ويؤرخ العام 1619 لوصول أول مجموعة من العبيد الأفارقة إلى ولاية فيرجينيا في أمريكا. وقد حصل هذا المشروع على جائزة "بوليتزر" الشهيرة في 2020.

كانت هانا جونز تستعد لدخول مجال التدريس الجامعي من أبوابه الكبرى، لكن فجأة سيتقرر تعطيل مسلسل هذا التتويج؛ والسبب هو الضغوط التي مارسها بعض الأعضاء المؤثرين بمجلس إدارة جامعة نورث كارولينا لمنع ترسيمها في هذا المنصب، وهي ضغوط جاءت نتيجة موجة الانتقادات والرفض التي تعرضت لها هانا جونز في أوساط اليمين؛ بسبب دفاعها عن حقوق السود في المجتمع، وتحقيقاتها الصحفية حول مظاهر التمييز العنصري في مجالي التعليم والسكن وغيرهما. 

 

2
بعد معركتها للحصول على منصب كرسي "الصحافة العرقية والاستقصائية" بجامعة "نورث كارولينا"، قررت جونز التخلي (أ ب).

 

ويعد عدم الترسيم قرارا غير معتاد تاريخيا في هذه الجامعة، وقد تطورت الأمور بعد ذلك حينما قرر مجلس إدارة الجامعة أن يتراجع ليصوت لصالح ترسيمها بأغلبية 9 أعضاء مقابل رفض 4، وذلك قبل أيام فقط من الموعد الرسمي لتوليها لهذا المنصب. إلا أن الأوان كان قد فات؛ لأن هانا جونز اتخذت قرارا نهائيا بعدم الالتحاق بالجامعة، وبالتوجه إلى جامعة أخرى هي جامعة هاوارد التي ستدرِّس فيها المادة نفسها: "الصحافة العرقية والاستقصائية".

علقت هانا جونز على كل هذه الأحداث في تصريح لشبكة سي بي إس قائلة: "انظروا إلى ما يتطلبه الأمر للحصول على منصب! لقد اجتزت مسلسل الترسيم وحصلت على موافقة بالإجماع من الجامعة لتمنحني المنصب، لكن بما أن الترسيم رُفض، وأُجرِيَ التصويت في آخر يوم وفي آخر لحظة ممكنة، وبعد التهديد باتخاذ إجراء قانوني ضدهم، وبعد أسابيع من الاحتجاج، وبعد أن أصبح الأمر فضيحة وطنية، فإنني لم أعد ببساطة أريد هذا المنصب" (3). 

لم يشفع للصحفية هانا جونز حصولها على جوائز وطنية ودولية لتنجو من موجة العنصرية التي صارت تجتاح أمريكا وعددا من الدول، مخلفة آثارا مدمرة على المستويات الاجتماعية والسياسية وحتى الصحفية، وهي موجة لا تمس السود فقط بل تمس أعراقا أخرى. أمام هذه الإهانة، قررت إذن رفض كرسي التدريس بشكل نهائي، ووجهت إلى إدارة الجامعة رسالة في الموضوع بوساطة محاميها كشفت فيها أن التدخل السياسي لبعض الأعضاء -ومنهم "مانح قوي" للمال للجامعة- أسهم في قرار عدم الترسيم. 

وتشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى احتمال قوي بأن يكون والتر هوسمان هو أبرز المعترضين عليها، والذي يعد أحد قيدومي الصحافة الأمريكية، ويملك العديد من الصحف، ويسهم بحوالي 25 مليون دولار في تمويل جامعة نورث كارولاينا (3). واشتهر هوسمان بمواقفه المحافظة، وبتورطه في ملفات ذات طابع صحفي وسياسي؛ إذ كان منخرطا في تسعينيات القرن الماضي في الحملات التي اتهمت الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري بالفساد والرشوة في القضية الشهيرة المعروفة باسم وايت ووتر، والتي لم تسفر في النهاية عن إثبات أي تهمة ضد عائلة كلينتون (4).

وبرغم أن والتر هوسمان نفى لـلواشنطن بوست وقوفه وراء منع الترسيم، فإن الجريدة أشارت إلى أنه كثيرا ما انتقد آراء هانا جونز وأبحاثها حول تاريخ العنصرية في أمريكا؛ إذ يعارض، مثلا، نظريتها القائلة بأن الأمريكيين ثاروا على الاستعمار البريطاني للحفاظ على العبودية في البلاد، كما يرفض مطالبتها بتقديم تعويضات للسود عما عانوه من العنصرية، بل يرى أن ما تكتبه يضر بمصداقية العمل الصحفي في أمريكا. ولهذا، قال والتر هوسمان، في رسالة رسمية إلى الجامعة، إنه يتخوف من الجدل الذي قد يثيره تعيينها إذا ما ارتبط اسم الجامعة بـ"مشروع 1619"، وكتب ما يلي: "بناء على ما تكتبه هانا جونز سيستنتج الكثيرون أنها تحاول الدفع بأجندة خاصة، وسيفترضون أنها تتلاعب بالحقائق التاريخية لدعم هذه الأجندة". 

حظيت قضية هانا جونز باهتمام واسع في الصحافة الأمريكية؛ نظرا لما أثارته من جدل سياسي-مجتمعي، ومن احتجاجات في الأوساط الطلابية. وكتبت إحدى الصحف أن جونز ذهبت ضحية للاستغلال السياسي لما يسمى بـ"نظرية العرق النقدية/ Critical Race Theory" التي تُدرّس في المدارس لتسليط الضوء على أسباب ظاهرة العنصرية ضد السود وجذورها في التاريخ الأمريكي، بغرض تصحيح الوقائع التاريخية وخلق مصالحة مجتمعية. إنه المجال الذي تشتغل عليه "هانا جونز" في إطار "مشروع 1619" مع مجلة "نيويورك تايمز". 

هكذا، صارت أوساط اليمين المحافظ -لا سيما تلك التي يقودها الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس السابق دونالد ترامب- تستغل موضوع العنصرية وتلفق الأخبار وتثير الجدل من أجل خلق الاستقطاب في المجتمع وكسب الأصوات، استعدادا لانتخابات منتصف الولاية التشريعية المقررة في (2022). 

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إنما ذهبت أربع ولايات يحكمها الحزب الجمهوري في الأشهر الأخيرة إلى حد سن قوانين تمنع تدريس مواد "نظرية العرق النقدية". ويراهن الحزب الجمهوري على انتخابات 2022 لاستعادة السيطرة على مجلس النواب الذي يتحكم فيه الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس جو بايدن. ولهذا الغرض، يروج بعض الجمهوريين فكرة أن تدريس هذه المادة يستهدف البيض الأمريكيين ويرمي إلى خلق التفرقة في أوساط المجتمع، ويثيرون لهذا الغرض مظاهرات داخل المدارس.

1
النائبة الأمريكية جايابال تقود مجموعة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين بعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز). 

 

 ويتبع الحزب الجمهوري إستراتيجية تضليل سياسي ذكية ومحددة بدقة، حيث تشن لجنة الكونغرس الوطنية الجمهورية -وهي ذراع حملة الحزب بمجلس النواب- حملات إعلامية لاستفزاز بعض النواب الديمقراطيين، وجرهم إلى ساحة الجدل العمومي حول موضوع العنصرية؛ بغرض إضعاف هؤلاء النواب وتشويه صورتهم وسمعتهم لدى الرأي العام. والملاحظ في هذا الصدد هو أن "جميع النواب الديمقراطيين المستهدفين خلال شهر يونيو/حزيران 2021 ينتمون إلى دوائر انتخابية موقعهم فيها ضعيف"، وقد يكون من الصعب إعادة انتخابهم في 2022 (5). كما تجد هذه الحملات السياسية اليمينية ضد تدريس نظرية العرق النقدية أصداء لها عند بعض الصحفيين، ومن بينهم الصحفي كارلسون توكر نجم قناة فوكس نيوز العنصرية، الذي يدافع عن هذه المواقف السياسية للحزب الجمهوري.

في موقعها الرسمي على الإنترنت، تكتب هانا جونز جملتين معبرتين لهما دلالة قوية، تلخصان رؤيتها الشخصية للعمل الصحفي ولفلسفتها في هذا المجال، تقول: "أنا أرى عملي بصفته وسيلة تجبرنا على مواجهة نفاقنا، وعلى مواجهة الحقيقة التي نفضل أن نتجاهلها".

 

هوامش

 

 

https://knightfoundation.org/knight-chairs/

 

 

 

 

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023