هل يصبح رؤساء التحرير خصوما لملاك وسائل الإعلام؟

يشهد المناخ العام لممارسة مهنة الصحافة ولحرية الإعلام منذ بضع سنوات تراجعا يثير التساؤل والقلق ليس فقط في العالم العربي، ولكن حتى على مستوى عدة مناطق عبر العالم حسب ما تؤكده تقارير دولية متواترة. حتى التجارب المتقدمة في أوروبا التي ولدت في حضنها الصحافة الحديثة وتطورت منذ ثلاثة قرون تعرف بدورها تهديدات تمس استقلاليتها وأدوارها السياسية والمجتمعية.

مصدر هذه التراجعات يعود إلى عدة عوامل، وإلى تحولات تشهدها أوروبا مع صعود تيارات الشعبوية والعنصرية وجشع الليبرالية. وإذا كانت الأوضاع متباينة، ومنسوب التراجعات ليس متماثلا في جميع هذه الدول، فإن الأمر يثير القلق عموما في حوالي 20 بلدا من مجموع 28 بلدا يشكل الاتحاد الأوروبي. ولهذا قررت الآلة القانونية للاتحاد أن تتحرك لحماية حرية الصحافة واستقلاليتها. حيث تقدمت اللجنة الأوروبية بمقترح قانون يحمل اسم "مقترح قانون فريدوم أكت"(EMFA) Media Fredom Act صدر في صيغته الأولى في سبتمبر/أيلول الماضي، لكنه سيحتاج إلى بعض الوقت ليدخل حيز التطبيق بعد المرور من مسطرة التشريع المعروفة، ودراسته من قبل الحكومات، ثم التصويت عليه في البرلمان الأوروبي.

 

كيف هو حال الحريات في هنغاريا وبولندا؟

تشير أصابع الاتهام بشكل خاص إلى دول مثل هنغاريا وبولندا اللتان ينزع نظامهما نحو تقييد متزايد للحريات العامة والصحفية؛ فأصبحت تنصب عليهما انتقادات تقارير المنظمات الصحفية والحقوقية الدولية بشكل متزايد. وسبق لهنغاريا أن تعرضت لمؤاخذات من قبل الاتحاد الأوروبي لعدم احترامها للقوانين في عدة مجالات (حريات فردية، حرية الانتخابات...)، وهي مهددة حاليا بالحرمان من 7.5 مليارات يورو من الدعم المالي الذي يمنحه الاتحاد بسبب اتهامها بعدم النجاعة في محاربة الرشوة. كما يتم توجيه النقد إلى جمهوريتي التشيك وسلوفانيا، وهو ما يعني أن التعدي على حرية الصحافة وتعدديتها هو ظاهرة تمس أكثر ما كان يعرف بدول أوروبا الشرقية.

وتلخص نائبة رئيسة اللجنة الأوروبية المكلفة بالقيم والشفافية فيرا جوروفا هذا الوضع العام دون أن تذكر أسماء الدول لاعتبارات دبلوماسية، معتبرة "أن وسائل الإعلام صارت تتعرض لعدد من الضغوطات خلال السنوات الأخيرة، وقد حان الوقت للتحرك. علينا وضع مبادئ واضحة وهي: لا ينبغي أن يتعرض أي صحفي للتجسس بسبب عمله، ولا ينبغي أن يتحول أي إعلام عمومي إلى وسيلة للدعاية" (1).

 

 

 

هل يصبح رئيس التحرير خصما لمالك الجريدة؟

الفصل السادس من "مقترح قانون فريدوم أكت" له طابع جوهري ويثير الجدل من الآن حيث يعطي سلطة حاسمة لرئيس التحرير ليتخذ، بشكل فردي، قرارات تتعلق بالخط التحريري للجريدة لحماية استقلالية هيئة التحرير ولضمان تعددية الآراء. وعموما يفرض "مقترح قانون فريدوم أكت" إجراءات عدة لمراقبة احتكار الشركات الكبرى لوسائل الإعلام، ولفرض المزيد من الشفافية حول من يملك القنوات التلفزيونية مثلا...  وهي كلها إجراءات قانونية تبدو قوية الأثر مهنيا وسياسيا ومن شأنها أن تخلق ثورة قانونية في مواثيق التحرير الداخلية وآليات التقنين التي تضعها وسائل الإعلام المهنية والمنظمة في أوروبا. ولهذا برز تباين في ردود الفعل يعكس الرهانات التي كانت الصحافة دائما محورها باعتبارها سلطة قوية يتطلع كل الفاعلين إلى التحكم فيها، مما يخلق تفاعلات وتجاذبات بين ما هو صحفي - مهني و ما هو مال وسلطة.

منظمة "مراسلون بلا حدود" رحبت بوضوح بهذه المبادرة القانونية، واعتبرت أنها تشكل تقدما مهما لحماية الديمقراطية ودولة القانون. كما أكد أمين عام فدرالية نقابات الصحفيين الأوروبيين ريكاردو غوتييريس أن هذا المقترح يستجيب لانتظارات كبيرة لقطاع الصحافة (2)، إلا أن جمعية مالكي الصحف انتقدت المقترح وخاصة الفصل السادس منه، حيث اعتبر جان بيير دي كراول رئيس الجمعية الأوروبية لناشري الصحف ENAP أن العمل على "ضمان الحرية لرؤساء التحرير ليتخذوا - بشكل فردي - أي قرار تحريري يعني حرمان الناشرين من مسؤوليتهم القانونية والاقتصادية وجعل الصحفيين يتواجهون مع ناشريهم. وهو أمر ليس له معنى".

ومن بين المقتضيات الأساسية التي تثير الجدل أيضا ما جاء في الفصل السابع عشر الذي يلزم المنصات الرقمية (مثل فيسبوك) بضرورة إخبار الصحف عندما تقوم بسحب ما تنشره من أخبار منقولة عن تلك الصحف، وهي مقتضيات تأتي لتكمل "قانون الخدمات الرقمية" Digital Service Act الصادر عن الاتحاد الأوروبي في يونيو/ حزيران 2022 الذي يجبر تلك المنصات على احترام حرية التعبير والتعددية ويفرض عليها عددا من القواعد الزجرية لمحاربة الأخبار الزائفة وخطابات العنف والعنصرية (3). وينتظر أن تقترح اللجنة الأوروبية لاحقا معايير لتحديد ما المقصود بوسيلة للإعلام؟ وما معنى الاستقلالية عن الدولة؟ وكذا تحديد معايير الخضوع للتقنين. وغير ذلك.

 

إشكالية تطبيق القوانين

إصدار القوانين يعتبر مرحلة أولية فقط، أما الحكم على نجاعتها فيتطلب، طبعا، نفاذها على أرض الواقع وتطبيقها الفعلي. وتجد بعض القوانين الأوروبية صعوبات أحيانا في التطبيق في بعض المجالات لاعتبارات ظرفية كما يحصل - مثلا - مع القوانين المحددة لسقف التضخم خلال الأزمات المالية. ومن جانب آخر، يطرح "مقترح قانون فريدوم أكت" تحدي ملاءمته مع القوانين الوطنية المنظمة لحرية الصحافة في كل بلد على حدة. كما أن القاعدة القانونية تحتاج إلى تدقيق للإجراءات الزجرية. ولم تتضح بعد طبيعة العقوبات والغرامات التي ستفرض في حال مخالفة هذا المقترح القانوني.

والحقيقة أنه ينبغي إدراج هذه المبادرة التشريعية ضمن توجه عام للاتحاد الأوربي يقضي بإصدار قوانين لمحاربة الاحتكار ومنع استقواء شركات الإنترنت الكبرى وإجبارها على الخضوع للتقنين. وقد سبق للاتحاد أن أصدر قانونين مهمين: الأول هو "قانون الخدمات الرقمية" Digital Service Act السابق ذكره، والثاني هو "قانون السوق الرقمية" Digital Market Act المتعلق بقواعد المنافسة. وفي حال عدم احترام هذه القواعد يمكن أن تتعرض شركات الإنترنت الكبرى لغرامات تصل قيمتها إلى 6 بالمئة من رقم معاملاتها.

مجال آخر سيستهدفه التقنين وهو الإعلان في وسائل الإعلام العمومية حيث تريد اللجنة الأوروبية أن تفرض المزيد من الشفافية فيما يتعلق بكيفية منحه وتوزيعه. ويتم في هذا الإطار، مثلا، اتهام حكومة هنغاريا بتوزيع هذا الإعلان فقط على وسائل الإعلام المقربة من الحكومة. كما يجري التفكير في تقنين وضبط الإجراءات الخاصة بتشكيلة وطرق تعيين مجالس إدارة وسائل الإعلام العمومي مع استلهام تجارب بلدان أوروبا الشمالية المتقدمة في هذا المجال لتفادي مبادرات كالتي قامت بها حكومة دولة التشيك التي قامت في السنوات الأخيرة بالسيطرة على التلفزيون العمومي.

 

المال لمنع احتكار رجال الأعمال

كشفت دراسة سوسيولوجية واقتصادية صدرت حديثا (4) كيف أن وسائل الإعلام في فرنسا صارت تقع تدريجيا خلال السنوات الأخيرة، تحت سيطرة عدد محدود من رجال الأعمال، بحيث أن 9 من رجال الأعمال أصبحوا يملكون 90 بالمائة من وسائل الإعلام في هذا البلد. وهو تمركز رأسمالي صار يهدد التعددية في الصحافة الفرنسية نتيجة تأثير رجال أعمال مقربين من تيارات سياسية يمينية مثل فانسون بولوري. التجربة البريطانية، ورغم خصوصيتها التاريخية، تعيش أيضا ظاهرة استحواذ رجال الأعمال على وسائل الإعلام وسلطتهم المتزايدة على صناع القرار السياسي؛ فالوزير الأول البريطاني السابق طوني بلير كان - حسب شهادات من داخل حكومته - يخضع طيلة 10 سنوات من الحكم لتأثير وتوجيهات الملياردير وإمبراطور الإعلام روبرت موردوخ مالك قنوات سكاي وفوكس نيوز اليمينية الشعبوية (5).

إلى جانب إصدار القوانين، تخطط اللجنة الأوروبية لاتخاذ إجراءات أخرى لحماية تعددية واستقلالية الصحافة مثل تشديد المراقبة على عمليات بيع وشراء وسائل الإعلام وتكتلاتها، وفرض الكشف عن أسماء المالكين الحقيقيين عبر تنسيق وتوحيد القوانين المنظمة لهذا المجال في جميع دول الاتحاد. وسيتم العمل على إشراك كل هيئات تقنين قطاع الإعلام (النقابات، الجمعيات، الهيئات العليا للإعلام السمعي البصري...) وليس فقط مجالس تنظيم المنافسة الاقتصادية.

وعلى الصعيد المالي يتجه الاتحاد الأوربي نحو تقديم المزيد من الدعم لوسائل الإعلام لمواجهة الأزمة المالية التي يعرفها هذا القطاع بسب المنافسة الشرسة لشركات الإنترنت العملاقة. وسيتم في هذا الخصوص اتخاذ عدة إجراءات لتعزيز استقلالية وتعددية الصحافة مثل إطلاق مشروع لإنشاء اتحاد لوكالات الأنباء الأوروبية يضم 16 وكالة لتوحيد عملها وقدراتها في مجال تغطية الأخبار الأوروبية.

 

 

 

مراجع

 

1-                   بلاغ رسمي للاتحاد الأوربي صدر في 16 سبتمبر/أيلول 2022.

2-                   جريدة "لوموند" عدد 17 سبتمبر/أيلول 2022.

3-                   محمد مستعد "شركات التكنولوجيا والصحافة.. الحرب مستمرة" مجلة الصحافة. عدد 22. ص 40. صيف 2022.

4-                   قراءة في كتاب "الأخبار ملك عام. إعادة بناء ملكية وسائل الإعلام"، تأليف جوليا كاجي وبونوا هويي، دار النشر لوسوي، 2021. الرابط إلى المقال:

https://laviedesidees.fr/Cage-Huet-information-bien-public.html

5-                       "من يتحكم في وسائل الإعلام"، دراسة جماعية بعنوان: "من يحكم العالم؟ حالة العالم في2017". تحت إشراف بيرتراند باديي ودومينيك فيدال، ص 197، منشورات لاديكوفيرت، فرنسا.

 

 

 

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023