بي بي سي حين خذلتنا مرتين!

سئل أحد محرري بي بي سي العالمية يوما عن تحديات العمل في مهنة شاقة تتطلب إعداد نشرات أخبار يومية على مدى عشرات السنين؟  فأجاب: أبدا يا سادتي.. كان الأمر ممتعا فقد أعددنا نشرة واحدة قبل عدة عقود ونحن نقوم فقط بتحديثها كل يوم!

فالمحررون يقضون جل وقتهم في غرف الأخبار يوميا للحصول على المعلومة وتحريرها وتقديمها للمتلقي وهم حريصون ألا يظهر دورهم أكبر من مجرد النقل.

 في الإنجليزية يوصف المراسل الصحفي بأنه  Reporter ومن هنا فإن من أصعب ما يحرره الصحفي هو ذلك المرتبط بمؤسسته، ففي عرفه أنه ناقل للقصة وليس جزءا من أحداثها.

 

1
تنتقل بي بي سي إلى الرقمنة بعد أن أخفقت في انتقال سلس من لندن إلى المنطقة العربية بل وفي سجلها محاولة استرضاء أنظمة سياسية عديدة بحثا عن موطئ قدم (موقع بي بي سي العربية). 

 

من الرقم الصعب إلى غياهب الرقمية

في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي كان مؤسفا تواتر الأنباء عن قرار إيقاف إذاعة بي بي سي العربية بعد أن ظلت لعقود منبرا ألهَمَ كل التجارب الإعلامية فيما بعد ليخسر المشهد الإعلامي العربي بغيابها جزءا من الذاكرة الجمعية العربية وقبل ذلك أعدادا غفيرة من الإعلاميين في ذلك الصرح العريق.

لقد وفر انتشار أخبار الإذاعة مادة دسمة التقطتها جل وسائل الإعلام مناقشة وتحليلا واستعراضا لتاريخ الإذاعة وقيمتها السياسية والاجتماعية والتاريخية على مدى عقود.

 ورغم تلك الضجة التي أثارها القرار وتعليقات مواقع التواصل الاجتماعي يومها فقد استغرق الأمر عدة أيام لتتحدث عنه المحطة، واختارت وحدها التزام الصمت وهي المعنية الأولى بالقضية.

 حافظت المحطة على رصانتها لثلاثة أيام قبل أن تقدم لقرائها بيانا رسميا بررت فيه الخطوة بأنها تأتي تماشيا مع تغيّرات طرأت على احتياجات الجمهور حول العالم - مع تحوّل المزيد من الناس صوب المنصات الإخبارية الرقمية – ثم أشارت إلى التحديات المالية الراهنة حول العالم.

هل كان ذلك رصانة وتحققا من الخبر؟ أم كان أملا في مبادرات خلف الكواليس لتلافي الخطوة أو التقليل من تداعياتها السلبية؟ أم هو الإعلامي حين يتفادى أن يكون مادة للخبر بعد أن كان لسنوات ناقلا له؟ أيا كانت الإجابة فإن عزاء المحطة العريقة هو أن السطر الأخير في السيرة الذاتية لكل العظماء لم يكتبوه في حياتهم وتركوه للتاريخ ليسجله كل كما رآه.

 

 

2
وفر انتشار أخبار الإذاعة مادة دسمة التقطتها جل وسائل الإعلام مناقشة وتحليلا لتاريخ الإذاعة وقيمتها السياسية والاجتماعية والتاريخية على مدى عقود (غيتي). 

 

 

بي بي سي والخطايا العشر

أيا كان الأمر فإن العقبات المادية وأزمات التمويل ظلت عبر تاريخ الإعلام سببا في تحولات كبيرة شهدتها صناعة الإعلام توقفت خلالها إمبراطوريات ضخمة عن البث وتراجعت أهمية بعضها مع التطور الذي شهدته الصناعة.

وفي العصر الرقمي شهدت منصات الإعلام تحولات واسعة خاصة مع تحول العالم إلى قرية صغيرة ومع نهم واسع لمتابعة الجديد بأجهزة باتت تغزو جيوبنا ونتوقع منها أن تبقينا على اتصال بالعالم لحظة بلحظة.

ما يعنيني اليوم في هذه الخسارة هو الوقوف عند تفويت اللحظة التاريخية التي كان يمكن للمحطة العريقة أن تغتنمها وهي على مشارف الاختفاء عن عالم الراديو على الأقل في هذه المرحلة. أقصد بالتحديد "ترسانتها" التاريخية فقد حققت فيه قصب السبق واستطاعت خلال عقود ضمان ولاء ملايين المستمعين والنخب إلى جانب أرشيف هو الأضخم عربيا.

 تقول المحطة إن الخطوة جاءت لمراعاة احتياجات الجمهور ولعل شكوكا كثيرة تحوم حول هذه الفرضية، فقصة النجاح في الإذاعة لم تتكرر في التلفزيون الذي يعاني كما هو واضح من ضعف في التمويل وقدرة على متابعة الأحداث الكبرى ونقص في التحقيقات الأصيلة وغياب في النجومية.

وفي الجانب الرقمي تحقق المحطة على ما يبدو حضورا وسط النخب الإعلامية لكنها تواجه منافسة شديدة مع مواقع إخبارية إلكترونية تزخر بها فضاءاتنا العربية إلى جانب المواقع المحلية التي باتت تحظى بنصيب وافر من المتابعة.

وهنا بيت القصيد في هذه الأطروحة، فالقناة التي كانت سباقة في البث الإذاعي ثم التلفزيوني في تجربتها الأولى عام 1996من القرن الماضي وكان بإمكانها أن تنتقل للرقمية وهي في أوج عطائها عجزت عن التقاط اللحظة والتحول إلى الرقمنة كتجربة رائدة يمكن أن تلهم الفضاء العربي الإلكتروني.

اختارت بي بي سي العربية الانتقال إلى الفضاء الرقمي وقد فقدت الكثير من مقدراتها ولعلها لو فعلت ذلك منذ سنوات لضمنت جمهورا وفيا يلحق بها ويعزز موقعها وموقع البث الرقمي.

تنتقل بي بي سي العربية إلى المنصات الرقمية وقد فرطت في الكثير من كوادرها المشهود لها بالتميز سواء على صعيد الشكل أو الصوت أو سلامة اللغة فغامرت بأصوات وكفاءات شابة لم تتعود عليها أذن المستمع التي تعودت على هوية صوتية وأسماء وأصوات بادلها الكثير من الحنين والولاء بما يكفي للتحول معها إلى ميدان البث الجديد.

تنتقل بي بي سي العربية إلى الرقمنة بعد أن أخفقت في انتقال مبتكر في المضمون ودون أن تقدم محتوى جاذبا مميزا يغري بالدخول معها إلى الفضاء الرقمي.

 

 

3
اختارت بي بي سي العربية الانتقال إلى الفضاء الرقمي وقد فقدت الكثير من مقدراتها ولعلها لو فعلت ذلك منذ سنوات لضمنت جمهورا وفيا يلحق بها ويعزز موقعها وموقع البث الرقمي (موقع بي بي سي العربية). 

 

شخصيا وباستثناء برنامج بي بي سي إكسترا بنسخته الإذاعية لا يبدو أن في أثير المحطة ما يغري بالمتابعة فقد سقطت نشرات الأخبار في شرك الترجمات المتواضعة والتكرار البين خاصة في ذروة كوفيد- 19 حين كانت النشرات تعاد عشرات المرات دون أي مظهر من مظاهر الاكتراث لأحداث العالم الأخرى!

للأمانة فقد شهدت المحطة على مدى السنوات الأخيرة محاولات على صعيد الشكل للتغيير فكانت الساعات الخليجية والمغاربية ولكنها في المضمون ظلت رتيبة سطحية لا تقدم للمتلقي مادة مميزة، وكان يكفي أن تسمع لاستعراض الصحف الخليجية لتدرك أن ثمة استسهالا في اختيار المادة وضعفا في المراجعة والاستدراك لمحتواها المحلي الصرف.

تنتقل بي بي سي إلى الرقمنة دون خطة واضحة المعالم تقدم للجمهور ودون أن يقدم موقعها الإلكتروني بأبسط ملامحه مادة مغرية في التحليل والسياسة مكتفيا بأخبار متفرقة مترجمة عن الإنجليزية وتغازل في كثير منها في بشريتنا مواقع بعيدة عن العقل والتفكير لتنحاز إلى مناطق أقرب للنزوات السريعة منها إلى قضايا السياسة التي ميزت الإذاعة إبان مجدها.

تنتقل بي بي سي إلى الرقمنة بعد أن أخفقت في انتقال سلس من لندن إلى المنطقة العربية بل وفي سجلها محاولة استرضاء أنظمة سياسية عديدة بحثا عن موطئ قدم وقدمت في سبيل ذلك محتوى بات في كثير منه مشابها للمحتوى الذي تقدمه المواقع المحلية بنبرة أقل تحديا وإبداعا في التغطية.

في الخلاصة فإن بي بي سي العربية أخفقت في أن يكون انتقالها للرقمنة انتقال عبد الرحمن الداخل يخرج هاربا من بغداد مع نهاية الدولة الأموية لبداية جديدة مبهرة ومؤثرة تكون رائدة لتجارب أخرى كما صنع في الأندلس واختارت بدلا من ذلك التجربة النابليونية التي يكون فيها الانتقال للموت بصمت وبعيدا عن الأضواء.

 

المزيد من المقالات

كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023